ولاء بلا مساءلة: في البنية الأبوية وتناسخها بين الفرد والجماعة

 

ليست البنية الأبوية مجرد ترتيب اجتماعي عابر، بل هي منظومة فكرية وأخلاقية تنسج علاقة مخصوصة بين السلطة والخضوع، وتعيد إنتاج نفسها عبر مؤسسات التنشئة والخطاب العام والطقوس اليومية. في هذا المقال أحاول أن أتتبع كيف تتشكل عقلية الولاء المطلق داخل هرم اجتماعي صارم، وكيف تتغذى هذه العقلية من أنماط تفكير تقليدية تُعيد المركز إلى الماضي والنص والرمز، ثم كيف يمكن تفكيك هذا التداخل بما يفتح الطريق لولاء مبني على القيم لا على الأشخاص.

كيف تم اختراع أمة اسمها فينيقيا؟

 

قراءة في كتاب "الفينيقيون: اختراع أمة) للمؤرخة جوزيفين كوين، الصادر عن سلسلة عالم المعرفة[1]

العنوان الأصلي: "In Search of the Phoenicians"

أ.د. عماد الدين المصبح

اقتصادي سوري



في ركن راسخ من ذاكرتنا التاريخية، تستقر صورة بهية لأمة بحرية عظيمة اسمها "فينيفيا". كيان انطلق من سواحل المشرق، منح العالم الأبجدية، وأسس قرطاج، وتحكم في تجارة المتوسط. هذه الصورة تبدو حقيقة ثابتة، لكنها مع ذلك، كما تكشف المؤرخة جوزيفين كوين، ليست سوى شبح، كيان مُتخيَّل تم استدعاؤه من الماضي لخدمة الحاضر.