بروفيسور عماد الدين المصبح

مهمة الاقتصاد جعل الناس أكثر سعادة وليس أكثر ثراءً

جسورُ الفجرِ.. حينَ صارَ الجسدُ طريقاً للحرية



في حضرةِ الشهادةِ تصمتُ الكلماتُ خجلاً، وتتكلمُ الدماءُ لغةً لا يفهمُ أبجديتَها إلا العاشقون لترابِ هذا الوطن. ليسوا مجردَ أرقامٍ تضافُ إلى قائمةِ المليون، ولا أسماءً عابرةً في نشراتِ الأخبار؛ إنهم "أحمد عوض السليمان، أمجد أيمن أسود، بلال غياث الشيخ، محمد أحمد الحسين، ومحمد عبد السلام خلوف". هؤلاء الخمسة الذين قرروا أن يوقفوا عقاربَ القهر، ويفتتحوا بصدورهم بوابةَ حلب، ليعيدوا كتابةَ التاريخِ بمدادٍ أحمرَ قانٍ.

اقتصاد سوريا المتغير: من ذاكرة “السعر العادل” إلى صدمة السوق

 

أ.د. عماد الدين أحمد المصبح

أكاديمي سوري

 

يشهد الشارع السوري حالة من التململ الاجتماعي المتصاعد، والتي قد يُخطئ البعض في اختزالها كرد فعل مباشر على تعديل هياكل التكاليف ورفع الدعم. لكن قراءة أنثروبولوجية اقتصادية أعمق تكشف أن هذا السخط ليس مجرد احتجاج على غلاء الأسعار، بل هو تعبير عن تصدّع “ميثاق اجتماعي غير مكتوب”  ساد لعقود. إنه الرفض المؤلم لتفكيك بنية “الاستقرار المتوقع”  التي شكلت وعي أجيال كاملة، حتى وإن كان ثمن هذا الاستقرار هو التنمية المؤجلة والنمو المكبوت.